عبر فضيلة رئيس مجلس علماء باكستان الشيخ طاهر محمود أشرفي عن بالغ سروره وغبطته بمناسبة نجاح المؤتمر الدولي ” بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية ” الذي نظمته مشكورة رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة خلال يومي 17/18 مارس 2024 في أطهر بقاع الدنيا مكة المكرمة ، برعاية كريمة من لدن قائد الأمة الحكيم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله تعالى ، وبحضور أكثر من 300 عالم من كبار العلماء والفقهاء والباحثين والمفكرين والمفتيين من مختلف دول العالم ، وقال الأشرفي : بلا شك ولا ريب نحن نشعر اليوم بسعادة حقيقية بمشاركتنا مع الكوكبة المختارة من العلماء الذين يحملون هموم الدعوة والتوعية والإرشاد لشعوب الأمة ويدافعون عن العقيدة والشريعة وينشرون مفاهيم التسامح والوسطية والإعتدال في أوساط المسلمين وغيرهم ، وفي الواقع نحن نؤكد بأن موعد إنعقاد هذا المؤتمر المهم جاء في الوقت المناسب ، وسط ظروف سياسية دولية شديظة الصعوبة وغير عادية ولا معتمدة وهي بالفعل بالغة الصعوبة والتعقيد تتطلب جهداً كبيراً من العلماء لأنهم هم ورثة الأنبياء ، وبفضل الله تعالى حظي المؤتمر بالعناية الكاملة والإهتمام الشامل والدعم السخي والمتابعة الشخصية من قائد السلام الملهم لشباب الأمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية وهذا هو المعتاد والمعروف عن المملكة وقيادتها منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله تعالى ، وحتى هذا العهد الزاهر الميمون برعاية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين الذين يهتمون بخدمة الإسلام والمسلمين والحرمين الشريفين وقاصديهما ويدافعون عن قضايا الأمة العربية والإسلامية أمام جميع المحافل الدولية بكل قوة ووضوح وثبات ، وأضاف الأشرفي تم تنظيم هذا المؤتمر بدعوة كريمة وإشراف مباشر من معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى وهو بالفعل رجل المواقف المشرفة والمبادرات المتميزة ويمتلك القدرة على إدارة التعامل في ظل هذه الأزمات لكل جدارة وخبرة كافية ، ونقدم لمعاليه الشكر والتقدير وللرابطة ومنسوبيها ..
وقال الشيخ الأشرفي : ينعقد هذا المؤتمر في ظل ظروف صعبة للغاية بالتزامن مع الحرب البربرية التي يشنها جيش الإحتلال الإسرائيلي ، ويتعرض لها الأشقاء في فلسطين الذين تستهدفهم في الليل والنهار جراء تلك الهجمات الوحشية ويتعرض المدنيين من سكان قطاع غزة للقتل المباشر والتشريد والتهجير القسري دون حسيب ولا رقيب ، وأمام هذا الكم الكبير من الظلم والعدوان ما يزال أهل غزة صامدين رغم حرمانهم من أبسط حقوقهم المسلوبة من العدو الإسرائيلي المحتل وقيادته المغرور وجيشه الهمجي الجبان الذي يمنع عنهم الماء والغذاء والدواء وكافة الخدمات الضرورية التي يحتاج هديها الإنسان ،
وأضاف الأشرفي : نبارك للمملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة نجاح المؤتمر الذي يضاف لإنجازاتها ، ونبارك لرابطة العالم الإسلامي الذي يعكس حرصها على توحيد الكلمة والصفوف ، ونشيد بهذا النجاح غير المسبوق ، وبالفعل نجح المؤتمر قبل أن ينعقد ، بمجرد تحديد مكان وزمان إقامته في ربوع مكة المكرمة ومن أمام البيت العتيق ، ونجح بمجرد تحديد عنوان ومحاور المؤتمر الذي تمخض عنه توافق العلماء على إعلان «وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية» لتصبح ضمن أهم الوثائق الإسلامية المعاصرة لإرتباطها المباشر بتوحيد الكلمة والصفوف وتنظيم العلاقة بين علماء وأتباع المذاهب ، وتركيزها على توحيد الجهود ، وهي خطوة مهمة ومطلوبة وضرورية لتأكيد وحدة الصفوف من خلال العلماء بمختلف مذاهبهم ومعتقداتهم الإسلامية ، لتصبح وثيقة مكة أول وأهم مرجعية فكرية علمية دينية تنظم العلاقة بين شعوب الأمة وفقاً لرؤية العلماء المخلصين انطلاقاً من قوله تعالى : { إن هذه أمتكم أمة واحدة ، وأنا ربكم فأعبدون “
وأكد الأشرفي بأن مؤتمر (بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية) يفتح الأبواب المغلقة ويساهم في الدخول لمرحلة جديدة غير مسبوقة تفتح أبواب المستقبل المشرق لعالمنا الإسلامي ولأمتنا العظيمة ، ونؤكد بأنه قد حان الوقت للتنسيق والتعاون والتوافق الفكري الفقهي بقدر المستطاع بين علماء المذاهب الإسلامية ، وبين زعماء الأديان في العالم ، وقال الشيخ طاهر محمود أشرفي : هناك تحديات كبيرة وملموسة وتهديدات خطيرة على كافة المستويات الداخلية والخارجية تتطلب العمل الحاد والجد والإجتهاد ، وهناك خلافات كثيرة ونزاعات كبيرة وصراعات مذهبية واضحة ومؤلمة ، وهناك جهات تعبث في الظلام وتخطط في الليل والنهار بطريقة غير معلنة تستهدف توسيع دائرة الخلاف ، وقد نجحت في تحقيق جزء من مخططاتها الشريرة ، وكانت سبباً في توسيع الفجوة وزيادة حجم المشكلات وإشعال نيران الفتن وفتيل الحروب الدموية لرن الأشقاء وتسببت فينا نحن فيه اليوم من مشهد غريب عنوانه الرئيسي ” الصراع المذهبي ” ، الذي تسبب في صناعة ظاهرة ( الإسلاموفوبيا ) التي شوهت صورة المسلمين وصنعت صورة ذهنية سلبية وحقد كراهية في بعض الدول الغربية ، وبفضل الله تعالى شعرت المملكة وقيادتها بخطورة الوضع ، وبادرت بدعم جهود رابطة العالم الإسلامي التي تبنت فكرة هذا المؤتمر الدولي المهم الذي كان من غهم نتائجه التوقيع على الوثيقة التاريخية ، والتأكيد على قدرة العلماء بمختلف مذاهبهم يمتلكون القدرة والخبرة والعلم والقوة والإرادة لحماية مصالح الأمة الإسلامية والدفاع عن الحقوق والحضارة الإسلامية ودعم وتعزيز العلاقات لإنسانية من خلال مبادرات إيجابية تنفع الإنسان في أينما كان وفي أي مكان كان ، من منطلق أن الإسلام دين السلام والعدل والعدالة يطالب الجميع بالتسامح والتمسك بالمنهج الوسطي وتعزيز الاعتدال والتوازن الفكري الذي يساهم في تلاحم المسلمين فيما بينهم وتسامحهم وتعاونهم مع كافة الشعوب في مختلف دول العالم ، وفي هذه الأزمات المتلاحقة يجب علينا البحث عن حلول جذرية تفتح الأبواب المغلقة البوصلة للخير والأمن والإيمان ، وإغلاق الأبواب المفتوحة للنزاع والهلاف والصراع ، ولابد للمسلمين نشر ثقافة الانفتاح والحوار والتقارب مع غير المسلمين وإبراز سماحة الدين ، ونؤكد على أهمية الدور المتميز الذي تتبناه المملكة العربية السعودية لخدمة الإسلام والمسلمين ، ولابد من تكاثف جهود العلماء لمساندة مبادرات رابطة العالم الإسلامي والوقوف صفاً واحداً لمواجهة المنحرفين والمتطرفين والحاقدين الذين يستهدفون تشويه يورة الإسلام والمسلمين ، ولابد من مد جسور التواصل بين علماء المسلمين بمختلف مذاهبهم والتعاون فيما بينهم بشكل أكبر من السابق وأن نقف بجوار قادتنا وعلمائنا للدفاع عن أمتنا وحماية مصالحنا وحدودنا وحقوقنا ، والتصدي للمخططات آلظاهرة والمخفية ، والمؤامرات والأفكار المشبوهة الحاقدة ، وإنطلاقاً من قوله سبحان وتعالى : {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} وقوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ) ، وانطلاقاً من مخرجات مؤتمر مكة المكرمة ومضمون «وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية» التي تؤكد على ما ورد في كتاب الله العزيز {إنما المؤمنون إخوة} ، نسأل الله تعالى أن يحفظ أمن وإستقرار المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ، وأن يجزيهم عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ، وأن ينصرهم ويحميهم ويسدد خطاهم وأعمالهم وأقوالهم وجهودهم ..