أشاد فضيلة رئيس مجلس علماء باكستان الشيخ حافظ محمد طاهر محمود أشرفي بإنعقاد المؤتمر الدولي : “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة غداً الأحد 7 رمضان 1445 الموافق 17 مارس 2024 تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – الذي يؤكد كل يوم بأنه قائد الأمة الحكيم ، وأن المملكة العربية السعودية تمثل الفلب النابض للعالم الإسلامي وهي بالفعل كذلك وأكثر من ذلك وهي تحتضن العلماء وترحب بمشاركة النخبة المختارة من كبار العلماء والشخصيات الإسلامية البارزة من المفتين والمفكرين والعلماء والباحثين والمتخصصين من مختلف المذاهب الإسلامية ودول العالم المحب للسلام ..
وقال الشيخ الأشرفي : يأتي هذا المؤتمر الدولي وسط ظروف قاسية وتقلبات سياسية سريعة وأزمات وخلافات بالغة الصعوبة والتعقيد في ظل حرب وعدوان إسرائيلي همجي وحشي وعدوان غاشم وتهجير قسري للمدنيين وحرمانهم من أبسط حقوق الإنسان داخل قطاع غزة الذي يتعرض سكانه من الأشقاء أبناء الشعب الفلسطيني لأشد وأقسى معاني الظلم والقتل والتشريد على مدار الساعة ويتعرضون للهجمات الصاروخية الشاملة والقنابل الحارقة التي فجرت منازلهم ودمرت البنية التحتية لقطاع غزة بالكامل ومنعت عن المدنيين وكبار السن والأطفال الماء والغذاء والدواء والكهرباء في أبشع كارثة إنسانية دمرت الأخضر واليابس ولم ترحم الكبار والصغار ، ويأتي هذا المؤتمر بالتزامن مع ذكرى اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا الذي يندد بإستهداف المسلمين ويستهدف تشويه صورتهم ونشر الرعب في أوساطهم ويدافع عن حقوقهم المسلوبة في غالبية الدول الغربية في ظاهرة غريبة غير محمودة تعكس إزدواجية التعامل مع حقوق الإنسان بين المسلم المحروم وغير المسلم الذي لا يحترم حقوق المسلمين ، وقدم الشيخ الأشرفي شكره وتقديره لرابطة العالم الإسلامي وثمن تنظيمها لهذا المؤتمر المهم في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها أمتنا العظيمة ، وهو بلا شك مؤتمر مهم يستهدف تعزيز التفاهم والتعاون بين المذاهب الإسلامية من خلال اللقاء العلمي والتقارب واتناقش والحوار بين علماء المذاهب لمناقشة أهم المستجدات والفرص المتاحة للتعامل مع التحديات والتوافق حول أهم المحاور التي تدعم وتعزز العلاقات بين علماء الأمة والتنسيق والتعاون فيما بينهم وإعداد خطة مناسبة وبرنامج عمل قابل للتنفيذ يساهم في تخقيق الأهداف المشتركة وخاصة ما هو مرتبط بقضايا الأمة والتهديدات التي تتطلب تعزيز وحدة الأمة وتوحيد الكلمة والصفوف والتوافق على المنهج المتوازن والإبتعاد عن الخلافات وتجنب القضايا الخلافية التي تسبب الاختلاف في وجهات النظر وتسبب الشتات المذهبي والكراهية داخل مجتمعاتنا الإسلامية ومع المحتمعات في مختلف الدول ، وأضاف الأشرفي : لاشك بأن هذا المؤتمر جاء في الوقت المناسب ولابد من المساهمة في نجاح مخرجاته ودعم توصياته وهو فرصة مناسبة لتوحيد جهود العلماء من خلال إعداد برنامج عمل لمواجهة الخطابات والشعارات والممارسات الحزبية الطائفية المتشددة والأفكار المتطرفة والتوجهات غير المعتدلة التي تعمل على نشر مفهوم الحقد وتنمية الصراع والإختلاف المذهبي الذي يشوه صورة المسلمين ويسئ للقيم الإسلامية التي تنبذ العنف وتحذر من خطورة التطرف والإرهاب وتطالب بتعزيز الوسطية والإعتدال ، وقال الشيخ طاهر الأشرفي : الإسلام دين الأمن والسلام يحفظ حقوق الإنسان ويحافظ على خصوصية المذاهب الإسلامية وعدم المساس بحرية الفكر بأي شكل من الأشكال ، والإسلام دين العدل والعدالة يرفض الإساءة للآخرين ولا يقبل إزدراء المذاهب الإسلامية والأديان ويدعو إلى نشر مفهوم التسامح بشكل عام ، والإسلام يحث المسلمين على حسن المعاملة والتعامل مع كافة اتباع المذاهب دون إستثناء ولا تمييز ، ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام هو القدوة والغسوة الحسنة فلقد ارسله الله تعالى رحمة للعالمين وليس عكس ذلك ، ووصفه الله تعالى بأنه على خلق عظيم ، ولذلك يجب على العلماء والمفكرين أن يساهموا في نشر ثقافة مكارم الأخلاق وإحسان الظن بالآخرين والإحسان للناس جميعاً ، والتحذير من التشكيك في النوايا ، ولابد من تظافر جهود علماء الأمة والمشاركة في وضع خطة عمل موحدة تساهم في تعزيز الجهود وضمان المستقبل المشرق المختلف لشعوبنا والتعاون مع الشعوب والقبائل في شرق الأرض وغربها ، ونؤكد بأن رابطة العالم الإسلامي هي المظلة الرئيسية الأهم والأقوى والأفضل والوحيدة التي تجمع علماء الأمة تحت سقف واحد وتوحد كلمتهم وصفوفهم وتحظى بدعم كبير وكامل من المملكة وقيادتها الرشيدة ، مؤملين أن ينجح المشاركين في المؤتمر في التوافق لدعم رؤية رابطة العالم الإسلامي والمشاركة في التوقيع على “وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” التي ستكون من أهم مخرجات حوار العلماء الجاد المثمر في ربوع مكة المكرمة في أطهر بقاع الدنيا بجوار المسجد الحرام ومن أمام البيت العتيق قبلة المسلمين ، وسط الأجواء الروحانية خلال هذه الأيام الفاضلة في شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه القرآن ، وقدم فضيلة رئيس مجلس علماء باكستان الشيخ طاهر محمود أشرفي شكره وتقديره لمعالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى وثمن دعوته الكريمة للمشاركة في هذا المؤتمر المهم ، سائلاً الله تعالى غن يكلل جهود الرابطة بالتوفيق والنجاح ، وان يحفظ على المملكة العربية السعودية أمنها وأستقرارها وإزدهارها ، وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لمواصلة جهوده المباركة ونشيد برعايته الكريمة لهذا المؤتمر الدولي المهم وعلى خدماته الكبيرة للإسلام والمسلمين والحرمين الشريفين وقاصديهما والدفاع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية ، والشكر موصول لمقام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله – ونشيد بجهوده المتواصلة الملموسة وخدماته وإنجازاته الكبيرة والدفاع عن قضايا الأمة وخاصة القضية الفلسطينية وتأكيد موقف الثابت المؤيد لحقوق الشعب الفلسطيني والمطالبة بوقف الحرب وفتح المحال لتقديم المساعدات لأهل غزة والمطالبة بقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لمبادرة السلام الغربية ، ونشيد بحرص سموه على خدمة الإسلام والمسلمين وسعيه الدائم على تعزيز الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط ومختلف دول العالم ..